الأحد، 23 أغسطس 2020

حافظ على نفسك

حافظ على الجمال الذي خلقه الله تعالى فيك ؛ ذلك الجمال المسمى بالفطرة ،والذي لن تستطيع أن تصونه إلا بالتقوى ، والإيمان ،وسلوك سبيل التوبة والرحمة . قاوم كل الأسباب التي يمكن أن تؤدي الى إفساده وتغييره ، واستعن بالله حتى يؤيدك بنصره . واعلم أن الإنحرافات الأخلاقية التي انتشرت في هذا الزمان ، والتي تضرب القيم ،وتحاول أن تقتل ما بقي فينا  من ضمائر ذات قوة ،وهناك من يدعمها ،و يزينها ،ويصبغها بأجمل وأزهى الألوان ليغرينا ويخدعنا بها .وأن  أهل الباطل اليوم يبذلون- وبكل وسيلة ممكنة- جهودا ضخمة  للقضاء على الحق وأهله ،والحرب بيننا وبينهم  لم تعد كالسابق باستخدام السيوف ،أو بالأسلحة الحديثة الفتاكة كالرصاص ،والدبابات ؛والصواريخ فقط  ،وإنما بالثبات على العقيدة الإسلامية الصحيحة ،وبث التوحيد ،و نشر الأفكار والآداب  الحميدة ،وتعليم السلوكيات الصالحة المؤسسة على أمهات الأخلاق، والقيم الفاضلة المجيدة .  وهذه  الإنحرافات الثقافية والفكرية الحديثة  إن اخترقت قلب الإنسان الرصين العاقل حولته الى نسخة قبيحة فيها  من  الصفات الشيطانية الكثير كالتكبر والصلف والعته والإندفاع التام  للتهتك والتحرر  ،ولابد إن لم يدفعها أحدنا عن نفسه  وأهله   فإنها ستورد المجتمع  الى الهلاك  ،وستجعله في وضع لا يقبل فيه خيرا،و لا يعرف معروفا ،ولا يميز   منكرا  ..  كان الإعلام ولا يزال أداة من الأدوات التي تستخدم لغسيل الأدمغة ،وتوجيه العقول بحسب ما يريد ملاكه ومن يملكهم !  ،ولا يشذ عن ذلك إلا القليل من القليل ،بل يمكن أن يوصف الإعلام المخالف للخط العام  بالندرة  ،وحتى هذا  النادر القليل محاصر ،ويجبر  على المداهنة في أمور كثيرة ليستمر ويبقى ! ،و التربية الأسرية أصبحت  مخترقة ومختلة -إلا ما رحم الله- وتأثرت بهذا  الإعلام الذي سمح له بأن يشاركها مهامها في  تربية الأبناء ،وتنشئة عقولهم وضمائرهم !  فأمست بسببه ضعيفة وموجهة  . ولهذا يا أيها القاريء الكريم أنت مطالب وبقوة أن تحافظ على نفسك  ،وعلى أصالتك ،وعلى أسرتك بعيدا عن تأثير الإعلام ، وأن تؤسس نفسك ومن حولك على القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام ،وأن تجتهد في حفظ وتدبر الآيات ،وعلى تأسيس النفس على الطاعة والثبات ،وأن تنمي  الخير الذي فيك ،وأن تحافظ على فطرتك، وأن تتمسك بكل ما تملك من قوة بدينك مستعينا بربك  ، وأن تقبل على تعلمه وفهمه وضبط أحكامه كإقبال العطشان الذي لم  يجد الماء مدة حتى أشرف على الهلكة ثم وجده   ،فتعلم أصول دينك ،وتفقه في فروعه ،وتمسك بكل ما يدعوك إليه ربك ويحثك عليه نبيك صلى الله عليه وسلم وادرس سيرته العاطرة وسيرة أصحابه ومن تبعهم بإحسان  ،  فلن تكون بأمان الا بذلك . وتذكر جيدا أن نجاحك في ابتلاء الدنيا لن يكون الا بذلك ،والله المستعان.

الأربعاء، 10 يونيو 2020

نكبر ونتغير ..هل هذا صحيح؟!

نكبر ونتغير ..هل هذا صحيح ؟  هل نستفيد من خبراتنا في الحياة ،ومن تجاربنا السابقة  كلما كبرنا ، أم أن هذا مجرد إدعاء ورائه ما ورائه من التخبطات والخسائر المتكررة ،وإذا  حصلت لنا  نفس المواقف السابقة، أو رجعت لنا نفس الفرص الفائتة هل سنأخذها بالتصحيح والتصويب ،أم  سنعود فيها  لارتكاب نفس الأخطاء التي ندعي أنا لن نقع فيها مرة أخرى؟! 


كثيرا ما أقف عندهذه الآية الكريمة وتتردد  في وجداني : قال  الله تعالى (بَلۡ بَدَا لَهُم مَّا كَانُوا۟ یُخۡفُونَ مِن قَبۡلُۖ وَلَوۡ رُدُّوا۟ لَعَادُوا۟ لِمَا نُهُوا۟ عَنۡهُ وَإِنَّهُمۡ لَكَـٰذِبُونَ) [سورة الأنعام 28]  ؛فهؤلاء ذاقوا  العذاب ،ورأوا الأهوال ،ولاقوا الشدة ،وغمستهم أعمالهم في الجحيم  ،ومع ذلك يقول من هو أعلم بهم من أنفسهم: أنهم لو رجعوا للدنيا لفعلوا نفس الذي سبق منهم رغم العذاب الذي هم فيه ،ورغم وصولهم لهذه النتيجة المؤلمة والنهاية المخزية فإنهم سيعودون لما نهاهم عنه ربهم إذا أعادهم ! ... يا سبحان الله هل هذا طبع بشري عام ، أم هذا  متعلق بهؤلاء العصاة الفجرة المستكبرين وحدهم ؟ 
-نعوذ بالله من حالهم ومآلهم-    

أقول : الحمد لله الذي فتح لنا باب المغفرة والتوبة ،والحمد لله الذي قال (وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَـٰلِحࣰا فَإِنَّهُۥ یَتُوبُ إِلَى ٱللَّهِ مَتَابࣰا) [سورة الفرقان 71]  لكن هل بلغ منا الوعي ،ووصل بنا التفكر والعقل  -ونحن لا زلنا نتنفس في هذه الحياة- أن نئوب ونتوب  قبل فوات الأوان ؟ وهل وصلنا الى مرحلة من الندم ،والاعتبار بحيث نكف  أنفسنا عن غيها وبطرها الذي يجلب لها الهلاك والشقاء ؟ وهل وصلنا مع مرور الأيام  والسنين، وتكرر المواقف ،والعظات ،والتجارب من  أنفسنا ومن غيرنا  لحقيقة الدنيا الفانية بحيث يدفعنا ذلك إلى أن  نفر الى الله تعالى فرارا لا عودة منه الى الوراء ؟أم هي وقفات وتأملات مؤقتة يعقبها الغفلة والتسويف !!


 اللهم اغفر لنا ،وارحمنا ،واهدنا ،وتب علينا ،ولا تكلنا الى أنفسنا طرفة عين ،وأحسن ختامنا، ولا تعذبنا وارزقنا رحمتك وجنتك وعافيتك وهدايتك   آمين.

الأربعاء، 8 أبريل 2020

في زمن الكورونا

‏‎#في_زمن_الكورونا :

كأن  أغلب مشاعرنا متوارية خلف شعور الخوف..نخاف على أنفسنا ،ونخاف على من  نحب ،ونخاف من المجهول ،ولقد كان الواحد منا إذا عطس يُشَمَّتْ، فصارت العطسة سببا للفرار منه  كأنه بعطاسه  أطلق قذائفا خارقة  للدروع !! 
#في_زمن_الكورونا :

أدركنا  معنى نعمة العافية والصحة  ،ونعمة البيت ،ونعمة الأهل. ،نعمة العمل  ،ونعمة الاستقرار ..سبحان الله ؛ عندما تحيطك النعم دون أن تشعر بها  يصيبك الغرور ، وحين يلوح لك فؤ الأفق ما يهددك بنقصها أو زوالها  بفقدها تحس بقيمتها وأهميتها  وعظمة إنعام المنعم -سبحانه- عليك 
#في_زمن_الكورونا :

سقطت أقنعة الكثير من الناس الذين شغلوا المجتمع بأكاذيبهم وادعائاتهم الفارغة والذين انشعل بهم الناس زمانا وهم يروجون للتفاهة ،والجهل ،والمظاهر الفارغة  ، وتقدم من الصفوف الخلفية أولئك الذين ما كان ليذكرهم أحد أويثني عليهم لولا الحاجة من أهل العلم والفكر والطب والتخصص  ليحملوا المسئولية بكل جدارة رغم أمواج التجهيل والتسطيح  -وإن كان يقع من بعضهم ما لا يحسن من تهويل أو تقزيم للآخرين- بكنه  قليل مقابل الفريق الأول الذي ملأ جو المجتمع بالتفاهات والإنحرافات والله المستعان ..
‎#في_زمن_الكورونا :

انكسر غرور الحضارة المادية أمام فايروس.. إذ جعلها كالحمر المستنفرة تفر منه ،وتحاول أن تتقي شره تارة بالبحث عن ما يقضي عليه -وهذا أمر حسن- وتارة بالتضحية بمن ترى أنه لابد من التضحية بهم فالبقاء عندها للأصلح لها وللأكثر فائدة وانتاجا! 

‎#في_زمن_الكورونا :
ربما أقول ربما نواجه  آثار سلاح بيولوجي أطلقه  أباطرة السياسة والمال، والمنظمات الخفية .. لكن مكرهم  سيرتد عليهم  ولعله كان ! ..ولست من الغارقين  في نظرية المؤامرة..لكنني قطعا لست من الذين يحسنون الظن في من لا تحسن الظن فيهم أمهاتهم اللائي ولدنهم

‏أخيرا هذا ابتلاء ندفعه بالدعاء ،وبالتوكل على رب الأرض والسماء ،و نستشعر بسببه حاجتنا الماسة والأبدية لربنا سبحانه ؛إذ نسأله سبحانه  أن يرفع عنا الضر ،وأن يرزقنا العافية ،وأن يرحمنا وهو الرحيم ،وسنكافح بذلك ،وبأسباب الوقاية والعلاج حتى يأتي الفرج وهو قريب بحول الله ..