الأربعاء، 10 يونيو 2020

نكبر ونتغير ..هل هذا صحيح؟!

نكبر ونتغير ..هل هذا صحيح ؟  هل نستفيد من خبراتنا في الحياة ،ومن تجاربنا السابقة  كلما كبرنا ، أم أن هذا مجرد إدعاء ورائه ما ورائه من التخبطات والخسائر المتكررة ،وإذا  حصلت لنا  نفس المواقف السابقة، أو رجعت لنا نفس الفرص الفائتة هل سنأخذها بالتصحيح والتصويب ،أم  سنعود فيها  لارتكاب نفس الأخطاء التي ندعي أنا لن نقع فيها مرة أخرى؟! 


كثيرا ما أقف عندهذه الآية الكريمة وتتردد  في وجداني : قال  الله تعالى (بَلۡ بَدَا لَهُم مَّا كَانُوا۟ یُخۡفُونَ مِن قَبۡلُۖ وَلَوۡ رُدُّوا۟ لَعَادُوا۟ لِمَا نُهُوا۟ عَنۡهُ وَإِنَّهُمۡ لَكَـٰذِبُونَ) [سورة الأنعام 28]  ؛فهؤلاء ذاقوا  العذاب ،ورأوا الأهوال ،ولاقوا الشدة ،وغمستهم أعمالهم في الجحيم  ،ومع ذلك يقول من هو أعلم بهم من أنفسهم: أنهم لو رجعوا للدنيا لفعلوا نفس الذي سبق منهم رغم العذاب الذي هم فيه ،ورغم وصولهم لهذه النتيجة المؤلمة والنهاية المخزية فإنهم سيعودون لما نهاهم عنه ربهم إذا أعادهم ! ... يا سبحان الله هل هذا طبع بشري عام ، أم هذا  متعلق بهؤلاء العصاة الفجرة المستكبرين وحدهم ؟ 
-نعوذ بالله من حالهم ومآلهم-    

أقول : الحمد لله الذي فتح لنا باب المغفرة والتوبة ،والحمد لله الذي قال (وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَـٰلِحࣰا فَإِنَّهُۥ یَتُوبُ إِلَى ٱللَّهِ مَتَابࣰا) [سورة الفرقان 71]  لكن هل بلغ منا الوعي ،ووصل بنا التفكر والعقل  -ونحن لا زلنا نتنفس في هذه الحياة- أن نئوب ونتوب  قبل فوات الأوان ؟ وهل وصلنا الى مرحلة من الندم ،والاعتبار بحيث نكف  أنفسنا عن غيها وبطرها الذي يجلب لها الهلاك والشقاء ؟ وهل وصلنا مع مرور الأيام  والسنين، وتكرر المواقف ،والعظات ،والتجارب من  أنفسنا ومن غيرنا  لحقيقة الدنيا الفانية بحيث يدفعنا ذلك إلى أن  نفر الى الله تعالى فرارا لا عودة منه الى الوراء ؟أم هي وقفات وتأملات مؤقتة يعقبها الغفلة والتسويف !!


 اللهم اغفر لنا ،وارحمنا ،واهدنا ،وتب علينا ،ولا تكلنا الى أنفسنا طرفة عين ،وأحسن ختامنا، ولا تعذبنا وارزقنا رحمتك وجنتك وعافيتك وهدايتك   آمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق